احذر الخديعة الكبرى. زبائني ليسوا في مواقع التواصل.. فلماذا الإنفاق على صورتي الرقمية؟

مشاركة هذا المنشور

كثير من الشركات تتبنى رؤية تجارية تقليدية ترى أن جمهورها لا يتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الصفقات والعلاقات المستمرة تغنيها عن الحاجة لبناء حضور إعلامي فعّال.

لكن هذه النظرة قد تكون خادعة

في عصرنا الرقمي، فإن إهمال الحضور الإعلامي وعدم بناء هوية رقمية قوية قد يكلف الشركات فرصاً ذهبية ويضعها في مواقف حرجة أمام منافسين أكثر حضوراً وتأثيراً.

١. بناء الهوية المؤسسية وترسيخ الثقة مقابل غموض غير مبرر

الشركات التي تمتلك حضوراً إعلامياً مؤثراً وقوياً تتمكن من بناء هوية مؤسسية متماسكة تنقل للجمهور قيَمها ومصداقيتها، وتبث إحساساً بالثقة. بالمقابل، غياب الهوية الرقمية قد يثير التساؤلات حول كفاءة الشركة وشفافيتها، ويؤدي إلى خسارة ثقة الشركاء والعملاء الذين يرون أن الحضور الرقمي هو معيار للمصداقية والشفافية. اليوم، العلامات التجارية بدون وجود رقمي قوي تخاطر بالظهور كشركات تفتقر للمرونة والمواكبة.

٢. التأثير في الرأي العام مقابل فقدان الفرص

عندما تترك الساحة الرقمية فارغة، فإنك تترك الفرصة للمنافسين للتأثير الكامل على السوق وتوجيه الرسائل، بل وتحديد الاتجاهات. بينما يمنحك التواجد الإعلامي القوي نافذة لتقديم رؤى مؤسستك وأفكارها وتعزيز دورها كمؤثر إيجابي ومرجع موثوق، فإن غيابك يعني أن منافسيك سيقودون الحوار وسيشكلون نظرة الجمهور عن المجال بدون أي مداخلة منك. ومع الوقت، قد تجد نفسك تفقد فرص التعاون والتحالفات بسبب نقص الثقة وفجوات التواصل.

٣. التفاعل مع الجمهور مقابل العزلة السوقية

قد لا تعتمد شركتك على المبيعات المباشرة أو جذب العملاء من منصات التواصل، لكن غياب التفاعل الفعّال مع الجمهور قد يخلق حالة من الانفصال بين شركتك والسوق، ويضعك في عزلة عن عملائك. التفاعل الرقمي يتيح لك فهم احتياجاتهم وتطلعاتهم والتجاوب مع آرائهم، مما يساعد على تعزيز ولائهم. لكن عدم التواجد قد يجعلك تبدو بعيداً عن الواقع ويفقدك القدرة على الاستفادة من التغذية الراجعة، ما يترك شركتك في حالة ركود بعيداً عن أي تطوير فعلي مبني على تفاعل حي ومباشر.

٤. الاستعداد للمستقبل مقابل الوقوع في فجوة التغيرات

العالم الرقمي يتحرك بسرعة، ومع تطور أدوات التسويق والتواصل، يصبح التواجد الإعلامي جزءاً من استراتيجيات الاستمرارية والتأقلم. الشركات التي تتجاهل الحضور الإعلامي قد تجد نفسها فجأة بحاجة إلى التواصل الرقمي الفعّال مع العملاء أو المستثمرين في مواقف حرجة، دون أن تمتلك الأسس اللازمة لبناء هذا التفاعل. بينما يوفر لك التواجد الرقمي القوي بنية تحتية قابلة للتطوير والتكيف السريع مع أي تغيرات، فإن غيابك يجعلك في مواجهة مباشرة مع فجوات يصعب تجاوزها لاحقاً.

الخلاصة
التواجد الإعلامي ليس رفاهية للشركات، بل هو استثمار استراتيجي يقيك من خسائر قد تكون مكلفة مستقبلاً. إنه الدرع الذي يحميك من العزلة السوقية، ويفتح لك أبواب التأثير، ويبني سمعتك. باختصار، تجاهل الصورة الرقمية قد يخلق فجوة بينك وبين عملائك، في وقت يحتاجون فيه إلى رؤية قيَمك ومكانتك بشكل واضح ومؤثر.

أقرأ المزيد